فوائد القرنفل

كثير من الناس لا يعرفون عن فوائد القرنفل للإنسان إلا النزر اليسير فيستعملونه كمطيّب للنكهة في الشاي أو القهوة،وبعضهم يستعمله لتحسين مذاق الطعام بخلطه مع بعض التوابل..وهم بذلك لا يدركون عظيم منافعه،فقد أثبتت الأبحاث المخبرية والدراسات العلمية الحديثة أن للقرنفل فوائد طبية وعلاجية جمة لجسم الإنسان وبخاصة الجهازين الهضمي والدوري..فضلا عن أنه متوفر ورخيص الثمن،وليست له آثار جانبية تذكر.
يعرف القرنفل في بعض الدول باسم*مسمار*،وهو شجرة صغيرة الحجم،جميلة المنظر، دائمة الخضرة,ويصل ارتفاعها الى12متر,وهي تعطي مجموعة كثيرة من الأزهار ذات اللون القرمزي,ولأوراقها رائحة عطرية طيبة... وأما البراعم الزهرية فذات لون أخضر يتحول عند النضج إلى اللون الأحمر,ثم يصبح بني الشكل بعد جفافها,وتكون البراعم عندئذ سهلة الكسر,وتشبه شكل المسمار إلى حد كبير.

الإنسان عرف القرنفل منذ ألاف السنين فقد انتقل مع قوافل التجارة من موطنه الأصلي بمنطقة –مولوكاس- في شرق اندونيسيا إلى بلاد الصين في عهد أسرة هان الملكية في القرن الثالث قبل الميلاد ثم وصل إلى دول حوض البحر المتوسط في القرن الرابع الميلادي ومنها وصل إلى إفريقيا وقد أكثر العرب من استعمال القرنفل في التداوي وعلاج كثير من الأمراض فذكره ابن البيطار في كتابه(الجامع الكبير) وفي كتابه (المغني في الأدوية المفردة)أيضا,وقال عنه داود الأنطاكي في وصف شجرته:*كالياسمين وأدق,وهو قطع مستطيلة دقيقة مما يلي الأصل مرتبة من الجهة الأخرى بين تربيعها نتوء كأنه زهرة*.وقال عن فوائده الكثيرة في كتابه*بغية المحتاج في المجرب من العلاج*.
وذكره في العديد من المواضع كأحد الأدوية المستخدمة في علاج أمراض العين,الربو,وطرد البلغم,انتفاخ المعدة,وأمراض الفم والأنف والرأس,وفي علاج كل من الصداع, والقيء عند الأطفال,وعلاج ألام الأسنان,وأورام الكبد,والبواسير,وسلس البول,والبثور,وأكد الأنطاكي مرارا على فوائده الطبية في تقوية المعدة والمثانة,وقال أنه يمنع الإسقاط,ويدر الطمث,وينفع المرضعة,ويقوي القلب,ويجفف رطوبات المعدة...
أنواعه وتركيبه الكيميائي
القرنفل نبات من الفصيلة الميرتسية,وهناك أصناف عديدة منه مثل:قرنفل البساتين ويوجد منه وحده نحو 120
نوعا,وتعمر شجرته حوالي 10 أعوام ,ويتميز بألوان متعددة, ومنه القرنفل البري,والملكي,والوردي,والعذراء
والشاعر,وهناك أصناف تنسب الى مناطق زراعتها مثل:قرنفل زنجبار,وقرنفل بيناتج.
وأما تركيبه الكيميائي,فتحتوي البراعم الزهرية للقرنفل على نسبة تتراوح بين 15ـ20(وزن/جم) من الزيت
العطري,ويكون معظمه في شكل حمض جالوتانيك13%,يوجد فيه كاريوفايلين بنسبة تتراوح بين(5ـ7%)
وهو مادة بلورية ليس لها رائحة ولا طعم,ويكون نحو25%منه في صورة رماد غير ذائب في الحامض...
ا يوصف القرنفل في الطب الشعبي الحديث بأنه:طارد للبلغم,ومطهر,ومعقم للمعدة,ويشفي بإذنه تعالى من القروح
وآلام الرأس,ويسكن آلام الأسنان,ويحمي من الأوبئة,ويساعد على الهضم,وينقع من السموم,والصرع,ويخفف
التهابات الحساسية,وينبه القلب والمعدة,..وذلك بأخذ مقدار بسيط من مسحوقه مع السكر..كما يستعمل
مسحوقه أيضا في هبوط المعدة وضعفها,وفي حالات القيء وهبوط القوى.
ويوصف مغلى القرنفل كمطهر للجروح وتخفيف الألام...ويستخدم زيت القرنفل في تسكين الام الأسنان,وذلك
بغمس قطعة من القطن في روح القرنفل,وينقط بها على الأسنان الموجوعة فيزول الألم حالا.
كما ثبت علميا أن القرنفل يحد البصر,ويقوي اللثة,ويطيب نكهة الفم,ويخفض الحرارة,ويصفي الصوت,وإذا
طليت البثور بزيته زالت,وبما أن القرنفل منعش عطري فإنه يستعمل مع التوابل الأخرى ليزيد من قابلية الإنسان
وشهيته لتناول الطعام...
كما ينصح باستعمال زيت القرنفل مع زيت الزيتون لتدليك العضلات.
وتظل صيدلية الطبيعة تتحفنا بكنوزها العظيمة,ويجد العالم فيها ضالته حيث يبحث عن البدائل الطبيعية والعلاج
الآمن بالنباتات والأعشاب ,بعد أن أرهقته الأدوية الكيماوية وما ينتج عنها من مضاعفات وآثار جانبية مرعبة.