Admin Admin
عدد الرسائل : 618 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: معركـــــــــــــة عنابة الجمعة 11 ديسمبر - 15:02:06 | |
| إن المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني خلال ثورة نوفمبر الخالدة كثيرة لا تحصى وإذا كانت هذه الثورة قد استمرت بحساب الأيام وفي كل يوم معارك وكمائن وهجومات واشتباكات في مختلف أنحاء القطر الجزائري فماذا عسى أن يستحضره الفكر ويسجله القلم من تلك المواجهات التاريخية بين كتائب الإيمان وجيوش الاستعمار الجرارة تلك المواجهات بين قوة صممت على تطهير أرض الجزائر من الغزاة الأجانب وتغيير الحياة فيها تغييرا أساسيا وعميقا في اتجاه الإنسانية وقوة من جحافل الشر والظلام تعمل جاهدة من أجل أن تظل هذه البلاد مرتعا للمحتل المقيت يقضي فيه كل يوم على أعواد خضر تنبت في هذه الأرض الطيبة إن هذه المعارك لكثرتها لا يمكن استقصاؤها كما أن غرضها في هذا العمل المحدود ليس الاستقصاء والتتبع وإنما غرضنا أن نقدم نماذج وعينات منها ،يتبين للقارئ الكريم في ضوئها بطولة جيش التحرير ومقدرته الحربية وإيمانه القوي بشرعية حربه وأن روحا قوية جديدة حولت أبناء الجزائر إلى عمالقة وأبطال ؟ومن بين المعارك التي دارت رحاها في مختلف السنوات الحربية معركة عنابة: وقعت هذه المعركة يوم 24 جوان سنة 1959 وتمتاز بقلة المجاهدين فيها وكانت فرقة "كومندوس" من جيش التحرير الوطني بقيادة الملازم حيدوش قادمة من الحدود التونسية وكانت على بعد ثلاثين كيلومترا من مدينة عنابة عندما اكتشفها الفرنسيون والساعة إذ ذاك تشير إلى السابعة والربع من مساء يوم الثلاثاء 23 جوان سنة 1959 فطوقوها بحصار محكم واستقدموا فرق القوم والحَركى وفرق اللفيف الأجنبي وفرق القلانس الحمراء والخضراء والفرقة الرابعة عشرة للمصفحات ووحدات أخرى مختلفة من البوليس واستقدمت هذه الفرَق من قسنطينة وسكيكدة وقالمة وسطيف وسوق السبت ووادي العنف بل أن بعض هذه الفرق إستقدمت من جنوب وهران بواسطة الطائرات وكل هذا يدل بوضوح على الحساب الذي تقرؤه القوات الفرنسية لجيش التحرير الوطني سواء أكان كثيرا أم قليلا وقد وقف أبطال جيش التحرير في هذه المعركة موقفا تعجب التاريخ منه وأصغى في ذهول إلى انتصاره الرائع المثير المدهش لقد استشهد جميع أفراد الكومندوس ولم ينج إلا أفراد قليلون بأعجوبة لأن في العمر بقية . أما خسائر العدو فلم يمكن حصرها بالضبط ولكن المدنيين الجزائريين الذين أجبروا على نقل الجثث من المعركة أكدوا أن الخسائر البشرية تبلغ 840 بين قتيل وجريح بالإضافة إلى الطائرات الثلاث التي أسقطتها مدفعيتنا ودبابة دمرت بالبازوكا في بداية الهجوم . وأصدر العقيد ناصر "محمدي السعيد "قائد أركان حرب التحرير الوطني للشرق الجزائري قرارا يمنح الملازم حيدوش قائد الكومندوس الذي نظم هذه المعركة وسام هلال الجهاد والملازم حيدوش من أبطال جيش التحرير فقد نفذ كل المهام التي اُسندت إليه في دقة ،وبطولة واستبسال وما انفك يواصل جهاده في اعتزاز بشرف الجهاد من أجل تحرير الجزائر وقد رباه خاله "العقيد " إعزورن تربية وطنية نضالية فكان مثالا للإخلاص والشجاعة وحب الوطن والتلهف إلى الحرية ....وانطفأت شعلة هؤلاء بوفاتهم ولكن تظل منيرة بتاريخهم وبطولاتهم .
| |
|